كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فقد بيّن حال الذين استجابوا لربهم، والذين يعلمون أن الذي أنزل إليك هو الحق.
ثم بيّن حال الذين لم يستجيبوا له، وهم الذين ينقضون الميثاق، فقال تعالى: {والذين يَنقُضُونَ عَهْدَ الله مِن بَعْدِ ميثاقه} يعني: من بعد تأكيده، وتغليظه، يعني: بعد إقرارهم بالتوحيد يوم الميثاق: {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ الله بِهِ أَن يُوصَلَ} يعني: الأرحام.
ويقال: الإيمان بالنبيّين: {وَيُفْسِدُونَ في الأرض} بالدعاء إلى عِبادة غير الله تعالى: {أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللعنة} يعني: يلعنهم في الدنيا والآخرة: {وَلَهُمْ سُوء الدار} يعني: سوء المرجع.
ويقال: لهم اللعنة.
يعني: هم مطرودون من رحمة الله تعالى في الدنيا والآخرة،: {وَلَهُمْ سُوء الدار} يعني: عذاب النار في الآخرة.
قوله تعالى: {الله يَبْسُطُ الرزق لِمَنْ يَشَاء} يعني: يوسع الرزق لمن يشاء من عباده،: {وَيَقْدِرُ} يعني: يقتر في الرزق.
يعني: يختار للغني الغنى، وللفقير الفقر، لأنه يعلم أن صلاحه فيه.
وروي عن ابن عباس أنه قال: إن الله تعالى خلق الخلق، وهو بهم عليم.
فجعل الغنى لبعضهم صلاحًا، وجعل الفقر لبعضهم صلاحًا، فذلك الخيار للفريقين وقال الحسن البصري: ما أحد من الناس يبسط الله له في الدنيا فلم يخف أن يكون قد مكر به فيها إلا كان قد نقص علمه وعجز رأيه، وما أمسكها الله تعالى عن عبد فلم يظن أنه قد خير له فيها إلا كان قد نقص علمه وعجز رأيه.
ثم قال تعالى: {وَفَرِحُواْ بالحياة الدنيا} يقول: استأثروا الدنيا على الآخرة: {وَمَا الحياة الدنيا في الآخرة إِلاَّ متاع} يعني: الدنيا بمنزلة الأواني التي لا تبقى مثل السكرجة، والزجاجة، وأشباه كل ذلك التي يتمتع بها ثم تذهب، فكذلك هذه الدنيا تذهب وتفنى.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَا الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إلاَّ كَمَثَلِ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُم أصْبُعَهُ هذه فِي اليَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجعُ».
وقال مجاهد: {إِلاَّ متاع} أي: قليل ذاهب، وهكذا قال مقاتل. قوله تعالى: {وَيَقُولُ الذين كَفَرُواْ لَوْلا} يعني: هلاَّ: {وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءايَةٌ} يعني: علامة لنبوته: {قُلْ إِنَّ الله يُضِلُّ مَن يَشَاء} من عباده من الهدى يعني: إذا لم يرغب فيه: {وَيَهْدِى إِلَيْهِ} يرشد إلى دينه: {مَنْ أَنَابَ} يعني: من رجع إلى الحق.
ويقال: رجع عن الشرك.
ثم قال تعالى: {الذين كَفَرُواْ} هذا مقرون بالأولى.
يعني: ويهدي الَّذِينَ آمَنُوا: {وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ} يعني: تسكن وترضى قلوبهم: {بِذِكْرِ الله} يعني: إذا ذكروا الله تعالى بوحدانيته، آمنوا به، غير شاكين.
وقال الكلبي: يعني: وتسكن، وترضى قلوبهم لمن يحلف لهم بالله: {أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القلوب} يعني: ترضى وتسكن قلوب المؤمنين: {الذين كَفَرُواْ} يعني: صدقوا بالله، وبمحمد، وبالقرآن،: {وَعَمِلُواْ الصالحات} يعني: الطاعات: {طوبى لَهُمْ} يعني: غبطة لهم.
قال مجاهد: {طوبى لَهُمْ} يعني: الجنة.
ويقال: شجرة في الجنة.
قال الفقيه: حدثنا محمد بن الفضل.
قال: حدثنا محمد بن جعفر.
قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف.
قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي اليسر، عن مغيث بن سمي في قوله تعالى: {طوبى لَهُمْ} قال: طوبى شجرة في الجنة ساقها من ذهب، الورقة منها تغطي الدنيا، ليس في الجنة منزل إلا وفيه غصن من أغصانها.
وقال أبو هريرة،: {طوبى} شجرة في الجنة.
وقال قتادة: هي كلمة عربية، يقول الرجل: طوبى لك إذا أصبت خيرًا.
وقال عكرمة: {طوبى لَهُمْ} أي: نعمّا لهم.
ويقال: {طوبى لَهُمْ} أي: خير لهم.
ثم قال تعالى: {وَحُسْنُ مَئَابٍ} يعني: حسن المرجع في الآخرة.
قوله تعالى: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ في أُمَّةٍ} يقول: هكذا بعثناك في أمة كما بعثنا إلى من كان قبلك من الرجال في الأمم الخالية: {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا} يعني: قد مضت من قبل قومك: {أُمَمٌ لّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ} يعني: أرسلناك لتقرأ عليهم: {الذى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} من القرآن: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بالرحمن} يعني: يجحدون، ويكذبون، وذلك أن عبد الله بن أمية المخزومي وأصحابه، قالوا: ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة الكذاب.
قال الله تعالى: {قُلْ هُوَ رَبّى} يعني: قل يا محمد: الرحمن الذي تكفرون به، هو الله ربي الذي: {لا إله إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} يعني: فوضت أمري إليه: {وَإِلَيْهِ مَتَابِ} يعني: وإليه أتوب وأرجع.
قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْانًا سُيّرَتْ بِهِ الجبال} وذلك أن عبد الله بن أمية وغيره من كفار مكة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: سيرت لنا جبال مكة ذهبًا وفضة، حتى نعلم أنك صادق في مقالتك، أو قرب أسفارنا كما فعل سليمان بن داود بريحه، أو كلم موتانا كما فعل عيسى ابن مريم بدعائه، فنزل: {وَلَوْ أَنَّ قُرْانًا سُيّرَتْ بِهِ الجبال} عن أماكنها: {أَوْ قُطّعَتْ بِهِ الأرض} غدوها شهر، ورواحها شهر: {أَوْ كُلّمَ بِهِ الموتى} فلم يذكر جوابه، لأن في الكلام دليلًا عليه.
يعني: لو فعلنا بقرآن قبل قرآن محمد صلى الله عليه وسلم، لفعلنا ذلك بقرآن محمد صلى الله عليه وسلم.
ويقال: لو فعل أحد من الأنبياء ما تسألوني، لفعلت لكم.
ولكن الأمر إلى الله تعالى، إن شاء فعل، وإن شاء لم يفعل، فذلك قوله تعالى: {بَل للَّهِ الأمر جَمِيعًا} ويقال: معناه ولو أن قرآنًا سيرت به الجبال عن أماكنها، أو قطعت به الأرض، أو كلم به الموتى، لم يؤمنوا به.
وهذا كقوله: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الملائكة وَكَلَّمَهُمُ الموتى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شيء قُبُلًا مَّا كَانُواْ ليؤمنوا إِلاَّ أَن يَشَاءَ الله ولكن أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} [الأنعام: 111] الآية إلى قوله: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الملائكة وَكَلَّمَهُمُ الموتى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شيء قُبُلًا مَّا كَانُواْ ليؤمنوا إِلاَّ أَن يَشَاءَ الله ولكن أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} [الأنعام: 111]: {بَل للَّهِ الأمر جَمِيعًا} إن شاء هدى من كان أهلًا لذلك، وإن شاء لم يهد من لم يكن أهلًا لذلك.
قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْانًا سُيّرَتْ} قال الحسن وقتادة: أفلم يعلم.
وقال الفراء: لم أجد في العربية مثل هذا.
ويقال: معناه أفلم يتبيّن للذين آمنوا، وهو بلسان النخع.
ويقال: هو من الإياس.
ومعناه: أفلم ييأس الذين آمنوا من إيمان هؤلاء الذين وصفهم الله تعالى بأنهم لا يؤمنون: {أَن لَّوْ يَشَاء الله لَهَدَى الناس جَمِيعًا} يعني: إنهم لم يكونوا أهلًا لذلك، فلم يهدهم.
وروى ابن أبان بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ: {أَفَلَمْ يَتَبَيَّنَ} فقيل له: {وَلَوْ أَنَّ قُرْانًا سُيّرَتْ} فقال: إني لأَرى الكاتب كتبها وهو ناعس.
وروي في خبر آخر أن نافع بن الأزرق، سأل ابن عباس عن قوله: {وَلَوْ أَنَّ قُرْانًا سُيّرَتْ} قال: أفلم يعلم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك.
قال ابن عباس: نعم أما سمعت قول مالك بن عوف وهو يقول:
قد يئس الأقوام أني أنا ابنه ** وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا

ثم قال: {وَلاَ يَزَالُ الذين كَفَرُواْ} يعني: أهل مكة: {تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ} يعني: نكبة وشدة.
ويقال: القارعة داهية تقرع.
ويقال: لكل مهلكة قارعة.
ويقال: نازلة تنزل لأمر شديد.
فالمراد هنا سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتيهم، وتصيبهم من ذلك شدة: {أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مّن دَارِهِمْ} يعني: تنزل أنت يا محمد بجماعة أصحابك قريبًا من دارهم، يعني: من مكة، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم سار بجنوده حتى أتى عسفان، ثم بعث مائتي راكب حتى انتهوا قريبًا من مكة، ثم قال: {حتى يَأْتِىَ وَعْدُ الله} يعني: فتح مكة.
قالوا: هذه الآية مدنية.
ثم قال: {إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد} أي: بفتح مكة على النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى: {وَلَقَدِ استهزئ بِرُسُلٍ مّن قَبْلِكَ} كما استهزأ بك قومك: {فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ} يعني: أمهلتهم بعد الاستهزاء، ولم أعاقبهم: {ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ} بالعذاب عند المعصية بالتكذيب، فأهلكتهم: {فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} يعني: فكيف رأيت إنكاري وتعبيري عليهم بالعذاب.
لم ير النبي صلى الله عليه وسلم عقوبتهم إلا أنه علم بحقيقته فكان رأي عيانٍ.
قوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ على كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} يقول: هو الله القائم على كل نفس برة، وفاجرة، بالرزق لهم، والدفع عنهم، وجوابه مضمر.
يعني: كمن هو ليس بقائم على ذرة، وهذا كقوله: {فَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} [النحل: 17] ثم قال: {وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَاء} يعني: قالوا، ووصفوا لله شريكًا.
وقال مقاتل: {وَجَعَلُواْ الله شُرَكَاء} يقول: أنا القائم على كل نفس بأرزاقهم، وأطعمتهم، كالذين يصفون أن لي شريكًا.
معناه: لا تكون عبادة الله بعبادة غيره: {قُلْ سَمُّوهُمْ} يعني: قل يا محمد سموا هؤلاء الشركاء.
يعني: سموا دلائلهم، وبراهينهم، وحججهم.
ويقال: سموا منفعتهم، وقدرتهم.
ثم قال: {أَمْ تُنَبّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ في الأرض} يعني: تخبرونه بما علم أنه لا يكون.
ويقال: معناه أتشركون معه جاهلًا لا يعلم ما في الأرض.
ويقال: معناه أتخبرون الله بشيء لا يعلم من آلهتكم.
يعني: يعلم الله أنه ليس لها في الأرض قدرة: {أَم بظاهر مّنَ القول} يعني: أتقولون قولًا بلا برهان، ولا حجة.
ويقال: بباطل من القول.
يعني: إن قلتم إن لها قدرة لقلتم باطلًا.
وقال قتادة الظاهر من القول الباطل، وكذلك قال مجاهد.
ثم قال: {بَلْ زُيّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ} يقول: ولكن زين للذين كفروا من أهل مكة كفرهم، وقولهم الشرك: {وَصُدُّواْ عَنِ السبيل} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمر،: {وَصُدُّواْ عَنِ السبيل} بنصب الصاد.
يعني: إن الكافرين صدوا الناس عن السبيل.
يعني: عن دين الله الإسلام.
وقرأ الباقون: {وَصُدُّواْ} بضم الصاد على فعل ما لم يسم فاعله.
مثل قوله: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سواء عَمَلِهِ فَرَءَاهُ حَسَنًا فَإِنَّ الله يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِى مَن يَشَاءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حسرات إِنَّ الله عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [فاطر: 8].
ثم قال: {وَمَن يُضْلِلِ الله} يعني: من يخذل عن دينه الإسلام، ولا يوفقه: {فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} يعني: ما له من مرشد إلى دينه غير الله تعالى.
قوله تعالى: {لَّهُمْ عَذَابٌ في الحياة الدنيا} يعني: لهم في الدنيا الشدائد، والأمراض.
ويقال: وعند الموت.
ويقال: القتل على أيدي المسلمين، والغلبة عليهم: {وَلَعَذَابُ الآخرة أَشَقُّ} يعني: أشدّ: {وَمَا لَهُم مّنَ الله مِن وَاقٍ} يعني: ملجأ يلجؤون إليه فيمنعهم من عذاب الله تعالى.
قوله تعالى: {مَّثَلُ الجنة التي وُعِدَ المتقون} قال بعضهم: المثل هنا أراد به الصفة، ولم يرد به التشبيه، لأنه قد ذكر من قبل حديث الجنة، وهو قوله تعالى: {لِلَّذِينَ استجابوا لِرَبِّهِمُ الحسنى والذين لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا في الأرض جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أولئك لَهُمْ سواء الحساب وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المهاد} [الرعد: 18] وقال بعد ذلك: {جنات عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ ءَابَائِهِمْ وأزواجهم وَذُرِّيَّاتِهِمْ والملائكة يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ} [الرعد: 23] ثم بيّن هاهنا صفة الجنة.
فقال: {مَّثَلُ الجنة} يعني: صفة الجنة: {التى وُعِدَ المتقون}، الذين يتقون الشرك، والفواحش.
روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يقرأ: {مَّثَلُ الجنة التي وُعِدَ المتقون} يعني: صفاتها وأحاديثها: {تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار أُكُلُهَا دَائِمٌ} يعني: نعيمها لا ينقطع عنهم أبدًا: {وِظِلُّهَا} يقول: وهكذا ظلها دائم أبدًا، ليس فيها شمس.
وقال بعضهم: أراد به التشبيه، لأن الله عرفنا أمور نعيم الجنة، التي لم نراها، ولم نشاهدها بما شاهدنا من أمور الدنيا، ومعناه: {مَّثَلُ الجنة التي وُعِدَ المتقون} جنة تجري من تحتها الأنهار.
ثم قال: {تِلْكَ عقبى الذين اتقوا} يعني: تلك الجنة، جزاء الذين اتقوا الشرك، والفواحش: {وَّعُقْبَى الكافرين النار} يعني: مصيرهم، وجزاؤهم النار.
ثم قال تعالى: {والذين ءاتيناهم الكتاب} أي: التوراة: {يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ} وهم مؤمنو أهل الكتاب، يعجبون بذكر الرحمن: {وَمِنَ الاحزاب مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ} يعني: أهل مكة ينكرون ذكر الرحمن، ويقولون: ما نعرف الرحمن إلا صاحب اليمامة، يعنون: مسيلمة الكذاب.